منذ ان تم الاعلان عن زيارة بايدن للمنطقة والحديث يدور عن أسباب مشاركة رئيس مجلس الوزراء العراق (الكاظمي) في قمة سوف تجمعه مع قادة مجلس التعاون الخليجي بالاضافة الى مصر والاردن برعاية اميركية .!
وهنا نسأل؛- ما جدوى هذه القمة ؟
سوف لايجيبك احد لاني ومنذ الاعلان عن موعدها لم اقرأ سطرا واحدا عن جدول هذه القمة وماالهدف من اقامتها ،وكأنَّ لغزا فيها فيما لم يتحدث (الكاظمي )عنها لامن بعيد ولامن قريب !
لاشك أننا لم نعلم (اصلا) بما جرى في قممه الثلاثة في مصر والأردن والعراق ،ولو راجعت المؤتمرات الصحفية التي اعقبت القمم الثلاث لوجدتها مجرد (انشاء ) تشبه الى حد كبير مؤتمرات (عمرو موسى) من قبل ،وكأنها مقصودة للتمويه على أمر (مخفي)!
ان مجرد ان نقلب اوراق زيارة بايدن الى المنطقة نجد أنها محصورة في أمرين مهمين والباقي مجرد (حشو ) الأول “حث السعودية والإمارات على زيادة انتاجها من النفط لغرض تعويض الإنتاج الروسي ” والثاني (أمن اسرائيل )! اذن لماذا حشرنا رأسنا في مغارة مظلمة بالنسبة لنا ومضيئة لدول التطبيع .!
في قضية زيادة الانتاج والضخ بالنسبة لنا فنحن نصدر اعلى معدل وغير قادرين على اية اضافة ،وفيما يخص (حماية امن اسرائيل ) فالسؤال :
يحمونها من ماذا ؟ هم أعلنوا أنهم يحمونها من المقاومة ومن الجمهورية الاسلامية !! فهل لدى السيد الكاظمي علم بأهداف القمة والهدف من زيارة بايدن ؟
لاشك فان الرجل على علم تام هو ومستشاروه الذين ينفخون بناره كنفخ (ابو بريص) في نار إبراهيم عليه السلام .
حتى الآن -ومما هو مؤسف – لم نجد ان مجلس النواب قد حذر (الكاظمي) من مغبة هذه الزيارة ومخاطرها على العراق ،بما في ذلك فصائل المقاومة من واجباتها وعقيدتها أن توجه تحذير وتنذر من يتورط بهكذا مشاريع .
عندما تسأل عن سبب عدم الاهتمام بزيارة الكاظمي الى السعودية وحضور القمة يقولون لك (حكومة تصريف أعمال) ولايمكن ان تتخذ قرارا خارج ارادة مجلس النواب !!
هذا الكلام غير مقبول لأن جميع (دول التطبيع) شعبها غير راض عن التطبيع والدليل اليوم في مصر أكثر من عشرين حزبا ومنظمة خرجوا في مسيرات احتجاج ضد زيارة بايدن ولكن النتيجة أن مصر غارقة بالعلاقة مع اسرائيل ومنخرطة بالمشروع الأمريكي الصهيوني بالمنطقة وهي التي تحاصر غزة وتمنع عنها اي مساعدة او تعاون بما في ذلك أن يتسوق الفلسطينيون من مصر !!
منذ ان اعلن بايدن عن زيارته وحتى يومنا واسرائيل والاعلام دول التطبيع تطبل باسم العراق بأنه يحضر القمة لخلط الأوراق وتلويث سمعة العراق ،فيما هذا الموضوع يستفز الشعب الفلسطيني الذي يرى بالعراق دولة مناصرة وداعمة للمقاومة .!
الشيء الاخر ان الدعوة الى تشكيل تحالف عسكري برعاية اميركية واضح انه بالضد من الجمهورية الاسلامية ونسأل؛- مادواعي انخراطنا بمشروع فيه عداء لجيراننا ولعمقنا الديني والسياسي والمقاوم ؟
نحن نعلم أن الدستور العراقي وقرار مجلس النواب والثقافة العراقية بالضد من اي مشروع للتطبيع او التقرب من اسرائيل، ولكن خلط الأوراق يجعلنا نهتم ان نخضع حضور رئيس وزراء العراق الى قمة ليس فيها ماينفع بقدر منفعة الصهاينة للمساءلة.
نذكّر ياسيادة رئيس الوزراء اذا اقدمت على اي خطوة باتجاه إسرائيل أو دول التطبيع فستخضع ليس للمساءلة إنما للمحاكمة والتي تصل بعض موادها للاعدام او المؤبد.
محمود الهاشمي/ كاتب عراقي